أقل ما يمكن أن يقال عن جلسة الاستجوابات يومي الثلاثاء والأربعاء إنها جلسة 'أول مرة'، فقد سجلت:
• إنها المرة الأولى التي يُستجوب فيها رئيس وزراء منذ العمل بدستور البلاد في عام 1962 ويعتلي المنصة.
• إنها المرة الأولى التي تُفعل فيها المادة 102 من الدستور، إذ قدم طلب عدم التعاون مع رئيس الوزراء.
• إنها المرة الأولى التي يُستجوب فيها وزير الدفاع، وهو سابع وزير يتقلد هذا المنصب منذ تشكيل أول حكومة، لكنه أول وزير دفاع يُستجوب.
• إنها المرة الأولى التي تمتد فيها جلسة من جلسات مجلس الأمة إلى أكثر من عشرين ساعة، فيتم تدوين محاضرها بتاريخين مختلفين رغم أنها جلسة واحدة.
• إنها المرة الأولى التي يخرج فيها نائب من العناية المركزة في المستشفى ليَستجوب وزيراً بعد منتصف الليل، ويستمر حتى السادسة، ثم يعود إلى منزله لا إلى العناية المركزة!
• إنها المرة الأولى التي يكسر فيها رئيس الوزراء ونائبه الأول هاجس الرعب من المنصة، وتحطيم هذا الوهم سيجعل تهديدهما به لا قيمة له.
• إنها المرة الأولى التي تصور فيها بعض وسائل الإعلام أن ما حصل هو انتصار لرئيس الحكومة وحكومته، ولا أدري كيف يمكن أن نسمي تقديم طلب لعدم التعاون مع رئيس الوزراء واستجواب ثلاثة من وزرائه انتصاراً؟ ربما يكون بمفهوم الديمقراطية الحسابية انتصاراً، فهم يملكون الأغلبية، لكن بلا شك هو ليس انتصاراً من الجانب السياسي، ففي مجلس الشعب المصري يملك الحزب الوطني حصد الأغلبية دائماً، بينما لا يمكن أن يسجل لهذا الحصاد أنه انتصار سياسي.
الانتصار الحقيقي في جلستي الثلاثاء والأربعاء هو تفعيل مواد الدستور فهو انتصار للديمقراطية.
• إنها ليست المرة الأولى التي تتعارض فيها مواقف النواب المحسوبين على تيارات سياسية مع مواقف تياراتهم (السلف: السلطان والعمير، المنبر والتحالف: أسيل والعنجري والملا)، وليست المرة الأولى التي يوضع فيها النائبان الرومي والصرعاوي في موقف محرج!
• إنها ليست المرة الأولى التي يتسق فيها 'الشعبي' مع أطروحاته، وهذه تسجل له سواء اتفقنا معه أو خالفناه.
• إنها المرة الأولى التي نرى فيها برلماناً تملك الحكومة فيه أكثر من 30 صوتاً وكل مشاريعها معطلة، ودائماً تتذرع بأن التنمية معطلة بسبب مجلس الأمة!
ملقوف