Monday, May 08, 2006

'الدوائر' .. الشارع يدعم الحكومة وخوف . من تسيد الأقلية على القرار ! ....كتب أحمد عيسى

،،تشهد الكويت هذه الأيام حراكا مجتمعيا وتحركا شعبيا يقوده الشباب لدعم التوجه الحكومي القاضي بتقليص الدوائر الانتخابية إلى خمس بدلا من الخمس والعشرين الحالية، وتأتي هذه الجهود الشبابية على شكل رسالة عنوانها 'طاقتنا أقوى... نبيها 5' بدأت فكرتها بإعلان صحفي، ونضجت باعتصام أمام قصر السيف، وستنتهي بحشد يزحف إلى مجلس الأمة يوم مناقشة الموضوع الاثنين المقبل،.تجتاح الكويت هذه الأيام حملة شعبية يقودها شباب لدعم تقرير اللجنة الوزارية الخاص بتعديل الدوائر الانتخابية والتي وصلت فيه إلى تصور الدوائر الخمس، وتعود خلفيات الحملة الشبابية هذه إلى قناعة تولدت في نفوس متبنيها مفادها أن الحال لم تعد تسمح بمزيد من الفساد السياسي، وأن قرار تمثيل الشعب يجب أن يكون بيد الشعب وحده وليس محتكرا من مجموعة من النافذين الذين يبنون قراراتهم حسبما تقتضي مصالحهم الشخصية.ومن خلال متابعة لما يجرى منذ أكتوبر الماضي حينما شكل مجلس الوزراء لجنة مهمتها وضع تصور لتعديل الدوائر الانتخابية وحتى الاثنين المقبل 15/5 موعد عرض التقرير على مجلس الأمة يلمس المتابعون كيف أن المواطن الكويتي بلغ مرحلة من النضج والتفاعل تؤهله لأن يقف ويتظاهر سلميا، ويلعب دورا ضاغطا لإيصال رسالته، وهو ما تحقق في حالة حملة تعديل الدوائر التي تضم اليوم أغلب الشعب الكويتي ممثلا بشرائحه المختلفة.
مبادرة الطلبةوتعد مبادرة الطلبة أولى خطوات حملة 'طاقتنا أقوى... نبيها 5' حيث اجتمعوا بمختلف توجهاتهم ومرجعياتهم وعبروا عن دعمهم لتقرير اللجنة الوزارية من خلال إعلان مدفوع الثمن نشر في الصحف يوم السبت الماضي، وقعت عليه 39 جهة طلابية وشبابية ضمت قوائم وجمعيات علمية وروابط وأفرع الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، ناهيك عن تجمعات ولجان شبابية ثم أعقبتها جمعيات النفع العام بإعلان مماثل يحمل نفس الرسالة، وبعدها تفاعل الكتاب الصحفيون مع الحملة وأدلوا بما لديهم من آراء إضافة إلى 29 نائبا أعلنوا قبلهم دعمهم لرأي اللجنة الوزارية ومساندتها بما وصلت إليه من قرار. في اجماع قل نظيره في تاريخ الكويت السياسي على مستوى التوجهات والتيارات والفئات.ومثلما شهدت الأرض جهودا مخلصة ومشتركة لتأييد تقليص الدوائر اندمجت في التوجه ذاته مواقع ومنتديات الكترونية إضافة إلى مدونات 'النت' التي زخرت بالمعلومات والآراء والأخبار، بل تعدى بعضها ذلك فرصد وفرز المواقف ونقل التطورات أولا بأول، وأمام هذا كله لم يكن أمام القنوات الفضائية ووكالات الأنباء بد من تغطية ما يحدث ونقله لمتابعيها باعتباره خبرا يستحق المتابعة.
موقف الصحفاما على الصعيد المحلي فقد اظهرت بعض الصحف مواقفا رافضة للتعديل ادت ببعضها الى التدليس والخروج عن الاعراف الاخلاقية والمهنية بخلط الرأي بالخبر حينا، ونشر التوقعات على انها معلومات مؤكدة في احيان اكثر، اضافة الى شن حملات على الوزراء المؤيدين للتقليص لتشتيت انتباههم من خلال فتح ملفات وطرح قضايا هامشية والتركيز عليها لخلق رأي عام مضاد لهم، ناهيك عن اظهار مؤيدي التقليص على انهم خصوم واقلية ويعملون وفق اجندة سياسية ضد مصلحة الوطن، متناسين ان 'الشارع' من فرط ما ساءه الوضع الحالي قرر التحرك.وعلى الرغم من أن ثقافة التظاهر السلمي والاحتجاج والضغط الشعبي غير مفعلة في العرف السياسي الكويتي فان حملة 'طاقتنا أقوى... نبيها 5' غيرت المفاهيم وأضافت مزيدا من الممارسات، فتعددت خيارات التعبير وتنوعت أشكاله. فبالسابق كانت القضايا تطرح وتناقش وتحسم على مستوى دوائر القرار ولم يكن أمام المواطن 'العادي' إلا حضور ندوة أو مناقشة الموضوع في الديوانية كوسيلة للتعبير عن رفضه للقرار، أو المشروع.أما اليوم فهناك شرائط برتقالية تعلق، وأضواء سيارات مشعلة نهارا ورسائل الكترونية، وأخرى قصيرة يتبادلها الشباب يوميا عبر أجهزتهم النقالة تنقل لهم آخر الأخبار وتبلغهم بالتحرك التالي ومنهم من يرسلها لرافضي إقرار الخمس دوائر كرسالة يطالبونهم فيها بتغيير مواقفهم، أو داعمة لموقف المؤيدين، وسيستمر الحال كذلك حتى يقرر مجلس الأمة تعديل الدوائر في جلسة الاثنين المقبل.
الغضب الشعبيوهنا لا يمكن اغفال اسباب اعتراض 'الشارع' وتفاعله مع الحملة الوطنية لاقرار الدوائر الخمس ومنها ضبابية موقف مجلس الوزراء من خلال فتح المجال لتسيد قرار الاقلية، سواء بالمماطلة في حسم الموضوع (اسبوعان حتى الآن ولا نتيجة تذكر) او من خلال اعطاء الاقلية المعارضة مساحة اكبر للمناورة السياسية بفتح المجال امام تلقي اقتراحات جديدة للتعديل اوالحديث عن زيادة مقاعد النواب الى 60 الامر الذي يستلزم تعديلا دستوريا هو الاول من نوعه في تاريخ الكويت الدستوري، او حتى عبر الدفع باتجاه حسم الموضوع بالاجماع لا الاغلبية، ولكن رأس هذه العوامل هو رفع وزراء بعينهم لواء المعارضة للدوائر الخمس بما يملكونه من سخط شعبي على ادائهم مما ساهم دون وعي منهم بتأجيج 'الشارع' وتوحيد صفوف المؤيدين.
مجلس الأمةاما على مستوى مجلس الامة فهناك محاولات لاستمالة اعضائه طوعا وكرها ل'فركشة' الموضوع يوم 15/5 استنادا إلى آراء واهية وحجج ضعيفة حتى ترفع الحكومة عن نفسها الحرج مكررة بذلك سيناريو 2004 عندما قدمت تصورين لم تدعم 'معتمدة' ايا منهما، وهو ما يستذكره اليوم 'الشارع' الذي رأى بصيصا من امل الاصلاح في اخر النفق المظلم المسيطر على حالنا، ففضل التحرك لتوفير الدعم لمشروع حكومي بحت تحاول عرقلته اطراف معروفة حماية لمصلحتها الشخصية، ان لم يكن ان الحكومة 'غصت' به بعد ان جاءها اكبر مما توقعته وحصل على تأييد شعبي اكثر مما ظنت.ان جميع هذه العوامل ادت الى تضافر الجهود ووحدت صفوف المؤيدين ليوصلوا رسالة الى متخذ القرار مفادها اننا جميعا نريدها 5 دوائر فلماذا لا تأخذ برأينا بدلا من الاقلية النافذة، فنحن بالنهاية الاغلبية الشعبية ولا نريد منك سوى حسم الموضوع تصويتا بما وصلت اليه اللجنة الوزارية المختصة وايدناه جميعنا فماذا نملك اكثر من التظاهر واعلان الموقف الرافض الذي يقوده الشباب على الارض؟!
ختاماوختاما يجب التأكيد على أن الكويت اليوم أمام أشكال جديدة من الممارسة السياسية التي تعكس وعيا وصل إليه المواطن وتكرس مفهوما جديدا أساسه أن فئات الشعب متى ما أجمعت على رأي واحد في قضية ما فإنها توفر لمتخذ القرار مظلة شعبية يدعم بها قراره استنادا لما يريده الشعب بمختلف فئاته لا الاقلية النافذة منه، مع التأكيد أن مصداقية الحكومة وثقة المواطن بها هما اللتان على المحك ولا شيء آخر، وان اختلفت المسميات وتغيرت القضايا
القبس 08/05/2006.

4 comments:

Nooni said...

kash sha3ar yanby wana agra..

inshalla 5

Anonymous said...

نبيها خمس بس لا بأشكال احمد عيسى ولا غيره

ونبيها خمس بس ما اقول الا مالت اذا قمتوا تسشهدون بمقالة المتسلقين

Mohammad Al-Yousifi said...

لا أعرف من هو أحمد عيسى

و لا أعرف ليش أنونمس معصب عليه

لكن المقالة جيدة و شاملة و يعطيج العافية على نقلها

Unknown said...

dear nano:ارجو المرور على مدونتى لاضافة تحليل مبسط
شكرا

 
template by Purplecious